Wednesday 10 July 2013

ما ينقص من أجر الصائم

ما ينقص من أجر الصائم


OR
سم الله الرَّحمن الرَّحيم
الجمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده.
فإنَّ المسلم يسعى إلى تكميل عبادته على الوجه الَّذي يرضي الله -عزَّ وجلَّ-، ونذكر هنا بعضًا ممَّا ينقص أجر الصَّائم في هذا الشَّهر.

مشاهدة النِّساء المتبرجات:

س: هل الخروج إلى الشَّارع لقضاء المصالح والاصطدام بمناظر العري في نهار رمضان مبطل للصِّيام أو لا ؟
ج: ليس مبطلًا للصِّيام، وعليه أن يغض بصره قدر المستطاع. 
(اللجنة الدَّائمة، فتوى رقم: 6364).

س: النَّظر إلى النِّساء والأولاد المرد هل يؤثر على الصِّيام؟
ج: نعم، كلُّ معصيةٍ فإنَّها تؤثر على الصِّيام، لأنَّ الله -تعالى- إنَّما فرض علينا الصِّيام للتَّقوى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
وقال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: 
«مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ» [رواه البخاري 6057].
هذا الرَّجل الَّذي ابتلي بهذه البلية نسأل الله أن يعافيه منها، هذا لا شك أنَّه يفعل المحرَّم، فإنَّ النَّظر سهمٌ من سهام إبليس، والعياذ بالله.
وكم من نظرةٍ أوقعت في قلب صاحبها البلابل فصار -والعياذ بالله- أسيرًا لها، كم من نظرةٍ أثَّرت على قلب الإنسان حتَّى أصبح أسيرًا في عشق الصُّور.
ولهذا يجب على الإنسان إذا ابتلي بهذا الأمر أن يرجع إلى الله -عزَّ وجلَّ- بالدُّعاء بأن يعافيه منه وأن يعرض عن هذا ولا يرفع بصره إلى أحدٍ منَ النِّساء أو أحد منَ المُرد. وهو مع الاستعانة بالله -تعالى-، واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الدَّاء سوف يزول عنه إن شاء الله. 
(الشَّيخ ابن عثيمين، الفتاوى: 1/506).

قبَّل فتاة أجنبية في رمضان:

س: ما حكم من قبَّل فتاة أجنبية منه في رمضان، وهل يجب عليه القضاء؟
ج: هذا الرَّجل قبَّل أمرأة أجنبية منه لا شكَّ أنَّه لم يأت بحكمة الصَّوم؛ لأنَّ هذا الرجل فعل الزُّور، والرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: «مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ» [رواه البخاري 6057].
فإن فعل ذلك مكرها إيَّاها على ذلك؛ فقد اجتمع في حقِّه فعل الزُّور والجهل، فصيامه في الحقيقة فاقد الحكمة، ناقص الأجر بلا شكٍّ.
ولكنَّه عند جمهور أهل العلم لا يفسد بمعنى أنَّنا لا نلزمه بقضائه، وعلى مقدم السُّؤال أن ينصح الرَّجل الَّذي وقع منه هذا الأمر، وأن يأمره بالتَّوبة إلى الله -عزَّ وجلَّ-، فإن هذا الفعل محرَّمٌ ويؤدِّي إلى أن يتعلق القلب بالمخلوقين، وينسى ذكر الله -تعالى-، ويحصل بذلك الفتنة العظيمة.
(الشَّيخ ابن عثيمين: 1/515).

السَّبُّ والشَّتم منَ الصَّائم:

س: في رمضان إذا غضب الإنسان من شيءٍ وفي حالة غضبه نهر أو شتم فهل يبطل ذلك صيامه أو لا؟
ج: لا يبطل ذلك صومه، ولكنَّه ينقص أجره فعلى المسلم أن يضبط نفسه ويحفظ لسانه منَ السَّبِّ والشَّتم والغيبة والنَّميمة ونحو ذلك ممَّا حرَّم الله في الصِّيام وغيره، وفي الصِّيام أشدّ وآكد محافظة على كمال صيامه، وبعدًا عمَّا يؤذي النَّاس، ويكون سببًا في الفتنة والبغضاء والفرقة؛ لقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فإذا كانَ يومُ صوْمِ أحدِكُم فلا يَرفُثْ يومئذٍ ولا يَسخَبْ. فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتلَهُ، فليقلْ: إنِّي امرؤٌ صائمٌ» [متَّفقٌ عليه].
( اللجنة الدَّائمة للافتاء، فتوى رقم: 7825).

التَّلفُّظ بألفاظٍ نابيةٍ بسبب الزّحام:

س: أثناء قيادة بعض النَّاس لسياراتهم وهم صائمون في رمضان، ومع اشتداد الأزدحام يتلفظون بألفاظٍ نابيةٍ تصل إلى حدِّ السَّباب والشَّتيمة لغيرهم، فما حكم صيام هؤلاء....؟
ج: أمَّا الصِّيام هو صحيحٌ، وذلك لأنَّ الأقوال المحرَّمة والأفعال المحرَّمة لا تبطل الصوم ولكنَّها لا شكَّ تنقصه وتضيع فائدته وثمرته.
فإنالمقصود منَ الصَّوم تقوى الله -عزَّ وجلَّ- كما قال -تعالى-: 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
فبيَّن الله الحكمة من فرض الصِّيام علينا وهي حصول تقوى الله -عزَّ وجلَّ-.
وقال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: 
«مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ» [رواه البخاري 6057]
بل أمر النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الصَّائم إذا شاتمه أحد أو قاتله أن يقول: 
«إنِّي امرؤٌ صائمٌ» [متَّفقٌ عليه] حتَّى يرتدع السَّابُّ والشَّاتم، وحتَّى يعلم أنَّ هذا الصَّائم لم يترك الرَّدَّ عليه عجزًا ولكن ورعًا لله -عزَّ وجلَّ-؛ لأنَّه صائم والواجب على الصائم وغيره الصَّبر والتَّحمُّل وألا تثيره الأمور المخالفة لما تشتهيه نفسه.
وقد ثبت عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله أوصني، قال: 
«لا تَغضَبْ» فردَّد مِرارًا، قال: «لا تَغضَبْ» [رواه البخاري 6116].
وأما أكثر من يندم على ما يصدر منه عند الغضب، ويتمنى أنَّه لم يكن قال أو فعل شيئًا كان بسبب غضبه، ولكن الشَّيء بعد نفوذه لا يمكن استرداده. 
(الشَّيخ صالح الفوزان، كتاب الدَّعوة: 1/158).

الغيبة والنَّميمة:

س: هل الغيبة والنميمة تفطران الصائم في نهار رمضان؟
ج: الغيبة والنَّميمة لا تفطران، ولكنَّهما تنقصان الصَّوم... قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
وقال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: 
«مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ» [رواه البخاري 6057].
(الشَّيخ ابن عثيمين كتاب الدَّعوة: 1/166).

س: هل الغيبة والنَّميمة -الَّتي ابتلي بها كثير من النَّاس -تبطل الصِّيام؟
ج: هذه الأمور محرَّمة في كلِّ الأوقات، وخاصَّةً في رمضان فإنَّ الصَّائم مأمورٌ بأن يحفظ صيامه عمَّا يجرحه من الغيبة والنَّميمة وقول الزُّور. يقول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ»[رواه البخاري 6057].

فالحاصل: أنَّ هذه الأشياء ممَّا تخلُّ بالصِّيام وإن كانت غير مبطلةٍ له إبطالًا كليًّا، ولكنَّها تنقص ثوابه.
وعلى الصَّائم أن يحفظ جوارحه عنِ الخصومة إذا سابه أحد أو شاتمه، لذلك يقول -عليه الصَّلاة والسَّلام-: 
«وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحدٌ أو قاتله فليقل: إنِّي امرؤ صائم» [متَّفقٌ عليه].

فعلى الصَّائم أن يجعل لصيامه ميزة، فعن 
جابر -رضي الله عنه- أنَّه قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنَّميمة، ودع أذى الجار، وليكن عليك السَّكينة والوقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء" أو كما قال.

فإن لم يكن الصِّيام كذلك فإنَّه يكون كما قال بعضهم:
إذا لم يكن في السَّمع مني تصاون***وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صَمْت
فحظي إذًا من صومي الجوع والظَّمأ***وإن قلت إنِّي صمت يومي فما صُمْت


(الشَّيخ ابن جبرين، فتاوى الصِّيام ص: 51)

س: هل اغتياب النَّاس يفطر في رمضان؟
ج: الغيبة لا تفطر الصَّائم، وهي: ذكر الإنسان أخاه بما يكره، وهي معصية؛ لقول الله -عزَّ وجلَّ-: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}[الحجرات: 12].
وهكذا النَّميمة والسَّبُّ والشَّتم والكذب كلُّ ذلك لا يفطر الصَّائم، ولكنَّها معاصي يجب الحذر منها واجتنابها منَ الصَّائم وغيره، وهي تجرح الصَّوم وتضعف الأجر؛ لقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: 
«مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ» [رواه البخاري 6057].
ولقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: 
«فإذا كانَ يومُ صوْمِ أحدِكُم فلا يَرفُثْ يومئذٍ ولا يَسخَبْ. فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتلَهُ، فليقلْ: إنِّي امرؤٌ صائمٌ» [متَّفقٌ عليه].. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
(الشَّيخ ابن باز -رحمه الله-، مجموع الفتاوى: 3/253).

الكلام السُّوء

س: هل تحدث المرء بكلام الحرام في نهار رمضان يفسد صومه؟
ج: إذا قرأنا قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصَّوم؟ وهي: التَّقوى والتَّعبُّد لله -سبحانه وتعالى-. والتَّقوى وهي ترك المحارم وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور، وقد قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ» [رواه البخاري 6057]. وعلى هذا يتأكَّد على الصَّائم اجتناب المحرمات، من الأقوال والأفعال، فلا يغتاب النَّاس، ولا يكذب، ولا ينم بينهم، ولا يبيع بيعًا محرمًا، ويجتنب جميع المحرمات، وإذا فعل الإنسان ذلك في شهرٍ كاملٍ، فإنَّ نفسه سوف تستقم بقية العام.
ولكن المؤسف أنَّ كثيرًا منَ الصَّائمين لا يفرقون بين صومهم وفطرهم، فهم على العادة الَّتي هم عليها من الأقوال المحرَّمة من كذبٍ وغشٍّ وغيره، ولا تشعر أن عليهم وقار الصَّوم وهذه الأفعال لا تبطل الصَّوم ولكن تنقص من أجره ووربما عند المعادلة تضيع أجر الصَّوم كله و الله المستعان.
(الشَّيخ ابن عثيمين، الفتاوى 1/501).

شهادة الزُّور في رمضان:

س: هل يصحُّ صيام رجل شهد الزُّور في رمضان؟
ج: شهادة الزُّور من أكبر الكبائر، وهي أن يشهد رجلٌ بما لا يعلم أو بما يعلم بخلافه، ولا تبطل الصَّوم ولكنَّها تنقص أجره.
(الشَّيخ ابن عثيمين: 1/535).

مشاهدة الأفلام والتلفاز ولعب الورق:

س: بعض الصَّائمين يقضون معظم نهار رمضان في مشاهدة الأفلام والمسلسلات من الفيديو والتِّلفاز ولعب الورق، فما هو رأي الدِّين في ذلك؟
ج: الواجب على الصَّائمين وغيرهم من المسلمين أن يتَّقوا الله -سبحانه- فيما يأتون ويذرون في جميع الأوقات، وأن يحذروا ما حرَّم الله عليهم من مشاهدة الأفلام الخليعة الَّتي يظهر فيها ما حرم الله، من الصُّور العارية وشبه العارية، ومن المقالات المنكرة، وهكذا ما يظهر في التِّلفاز ممَّا يخالف شرع الله منَ الصُّور والأغاني وآلات الملاهي والدَّعوات المضلِّلة. كما يجب على كلِّ مسلمٍ صائمًا كان أو غيره أن يحذر اللعب بآلات اللهو، منَ الورق وغيرها من آلات اللهو، لما في ذلك من مشاهدة المنكر وفعل المنكر، ولما في ذلك أيضًا منَ التَّسبُّب في قسوة القلوب ومرضها واستخفافها بشرع الله، والتَّثاقل عما أوجب الله، من الصَّلاة في الجماعة أو غير ذلك من ترك الواجبات والوقوع في كثيرٍ من المحرمات، والله يقول -سبحانه-: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [لقمان: 6]، ويقول -سبحانه- في سورة الفرقان في صفة عباد الرَّحمن: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].
والزُّور يشمل جميع أنواع المنكر، ومعنى 
{لَا يَشْهَدُونَ}: لا يحضرون، ويقول النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ليكونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ، يستحلُّونَ الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازِفَ» [رواه البخاري في صحيحه معلقًا مجزومًا به]. والمراد: بــ «الحِرَ» بالحاء المكسور المهملة والرَّاء المهملة الفرج الحرام. والمراد بــ «والمعازِفَ»: الغناء وآلات اللهو، ولأنَّ الله -سبحانه- حرَّم على المسلمين وسائل الوقوع في المحرَّمات. ولا شكَّ أنَّ مشاهدة الأفلام المنكرة، وما يعرض في التِّلفاز من المنكرات من وسائل الوقوع فيها، أوِ التَّساهل في عدم إنكارها. والله المستعان.
(الشَّيخ ابن باز، مجموع الفتاوى: 15/316).

النَّوم نهارًا والسَّهر ليلًا:
س: هناك من يسهرون إلى الفجر ثمَّ ينامون بعد أداء هذه الصَّلاة، حتَّى دخول وقت صلاة الظُّهر، فيؤدونها ليعودوا للنَّوم حتَّى العصر، وهكذا حتَّى يحين وقت الإفطار، فما حكم الإسلام في هذا السُّلوك؟
ج: لا حرج في النَّوم نهارًا وليلًا إذا لم يترتب عليه إضاعة شيءٍ منَ الواجبات، ولا ارتكاب شيءٍ منَ المحرَّمات، والمشروع للمسلم سواء كان صائمًا أوغيره عدم السَّهر بالليل والمبادرة إلى النَّوم بعد ما ييسر الله له من قيام الليل، ثمَّ القيام إلى السُّحور إن كان رمضان، لأنَّ السُّحور سنَّةٌ مؤكَّدةٌ وهو أكلة السَّحر، لقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «تسحَّروا، فإن في السَّحورِ بركةً» [متَّفقٌ على صحَّته].
وقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: 
«فصلُ ما بين صيامِنا وصيامِ أهلِ الكتابِ، أكْلةُ السَّحَرِ» [رواه مسلم].
كما يجب على الصَّائم وغيره المحافظة على جميع الصَّلوات الخمس في الجماعة، والحذر من التَّشاغل عنها بنومٍ أو غيره.
كما يجب على الصَّائم وغيره أداء جميع الأعمال الَّتي يجب أداؤها في أوقاتها للحكومة أو غيرها. وعدم التَّشاغل عن ذلك بنوم أو غيره. وهكذا يجب عليه السَّعي في طلب الرِّزق الحلال الَّذي يحتاج إليه هو ومن يعول، وعدم التَّشاغل عن ذلك بنومٍ أو غيره.

والخلاصة: أن وصيتي للجميع منَ الرِّجال والنِّساء والصّوام وغيرهم هي تقوى -جلَّ وعلا- في جميع الأحوال، والمحافظة على أداء الواجبات في أوقاتها على الوجه الَّذي شرعه الله، والحذر كلَّ الحذر منَ التَّشاغل عن ذلك بشيءِ منَ المعاصي صار الإثم أكبر والجريمة أعظم.
أصلح الله أحوال المسلمين وفقههم في الدِّين وثبتهم على الحقِّ وأصلح قادتهم إنَّه جوادٌ كريمٌ.
(الشَّيخ ابن باز مجموع الفتاوى: 15/318،319).

0 Comments:

Post a Comment