الجمعة.. أحكام، آداب، فضائل
OR
OR
الجمعة ... أحكام - آداب - فضائل مع تنبيهات على بعض الأخطاء
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خطيب الأنبياء والمرسلين أما بعد:
أخي المسلم: اختص الله -عزّ وجلّ- هذه الأمة بخصائص كثيرةٍ، وفضائل جليلةٍ، منها اختصاصه إيّاها بيوم الجمعة بعد أن أضلّ عنه اليهود والنّصارى، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «أضلّ الله عن الجمعة من كان قبلنا. فكان لليهود يوم السبت. وكان للنّصارى يوم الأحد. فجاء الله بنا. فهدانا الله ليوم الجمعة. فجعل الجمعة والسبت والأحد. وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدّنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق» [رواه مسلم 856].
يوم عبادة:
قال الحافظ ابن كثير: "إنما سُميت الجمعة جمعة لأنها مشتقة من الجَمْع، فإن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمساجد الكبار... وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته فقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] أي اقصدوا واعمدوا واهتموا في سيركم إليها، وليس المراد بالسعي هنا المشي السّريع.. فأمّا المشي السّريع إلى الصّلاة فقد نُهي عنه..، قال الحسن: "أما والله ما هو بالسّعي على الأقدام، ولقد نُهوا أن يأتوا الصّلاة إلا وعليهم السّكينة والوقار، ولكن بالقلوب والنّية والخشوع" (تفسير ابن كثير: 4/385- 386)، وقال ابن القيم: " فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشّهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان" (زاد المعاد: 1/398).
من فضائل يوم الجمعة:
1- أنّه خير الأيام. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم السّاعة إلا في يوم الجمعة» [رواه مسلم 854].
2- تضمنه لصلاة الجمعة الّتي هي من آكد فروض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين، ومن تركها تهاونًا ختم الله على قلبه كما في الحديث الصّحيح الّذي رواه مسلم.
3- أن فيه ساعةٌ يُستجاب فيها الدّعاء، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «"فيه ساعة. لا يوافقها عبد مسلم، وهو يصلّي، يسأل الله شيئًا، إلا أعطاه إياه". زاد قتيبة في روايته: وأشار بيده يُقَلَلها» [رواه البخاري 935 ومسلم 852].
قال ابن القيم بعد أن ذكر الاختلاف في تعيين هذه السّاعة: "وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتها الأحاديث الثّابتة:
الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصّلاة، لحديث ابن عمر أنّ النبّيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصّلاة» [رواه مسلم 853]. والقول الثّاني أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين" (زاد المعاد: 1/389-390).
4- أنّه يوم يتجلى الله -عزّ وجلّ- فيه لأوليائه المؤمنين في الجنّة، فعن أنس بن مالك في قوله -عزّ وجلّ-: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35]، قال: "يتجلى لهم في كلّ جمعةٍ".
5- أنّه يوم عيدٍ متكررٍ كلّ أسبوع، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل...» [رواه ابن ماجه 908 وحسنه الألباني].
6- أنّه يوم تُكفّر فيه السّيئات فعن سلمان قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «لا يغتسل رجلٌ يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهرٍ، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلّي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» [رواه البخاري 883].
7- أنّ للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنّة صيامها وقيامها لحديث أوس بن أوس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «من غَسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنّة أجر صيامها وقيامها» [رواه ابن ماجه 898 وأبو داود 345 وصححه الألباني].
الله أكبر كلّ خطوةٍ إلى الجمعة تعدل صيام سنّةٍ وقيامها؟.
فأين السّابقون إلى تلك الهبات، أين المتعرضون لتلك النّفحات {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].
8- أن جهنم تُسجّر -أي تُحمى- كلّ يوم من أيام الأسبوع إلا يوم الجمعة، وذلك تشريفاً لهذا اليوم العظيم. (انظر: زاد المعاد: 1/387).
9- أنّ الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة حيث يأمن المتوفى فيها من فتنة القبر، فعن ابن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمٍ يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر»[رواه التّرمذي 1074 وحسنه الألباني].
الجمعة أحكام وآداب
أخي المسلم: يجب على كل مسلم أن يعظّم هذا اليوم ويغتنم فضائله وذلك بالتّقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع القربات والعبادات، فإن للجمعة أحكامًا وآدابًا ينبغي أن يتحلى بها كلّ مسلمٍ.
قال ابن القيم: "وكان من هديه -صلّى الله عليه وسلم- تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة" (زاد المعاد: 1/375).
فانظر -يا أخي- كم جمعة مرت عليك مرور الكرام، دون أن تعيرها أدنى اهتمام، بل إن كثيرًا من الناس ينتظر هذا اليوم ليقوم بمعصية الله -عزّ وجلّ- فيه بأنواع المعاصي والمخالفات.
ومن تلك الأحكام والآداب:
1- يستحب أن يقرأ الأمام في فجر الجمعة بسورتي السّجدة والإنسان كاملتين، كما كان النّبي -صلّى الله عليه وسلم- يفعل، ولا يقتصر على بعضهما كما يفعل بعض الأئمة..
2- ويستحب أن يُكثر الإنسان في هذا اليوم من الصّلاة على النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم-، لحديث أوس بن أوس -رضي الله عنه-، عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «إنّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلق آدم وفيه قُبض وفيه النّفخة وفيه الصّعقة فأكثروا عليّ من الصّلاة فيه فإنّ صلاتكم معروضة عليّ» [رواه أبو داود 1047 والنّسائي 1373 وابن ماجه 896 وصححه الألباني].
3- صلاة الجمعة فرضٌ على كلّ ذكرٍ حرٍّ مكلفٍ مسلمٍ مستوطنٍ ببناء، فلا تجب الجمعة على مسافر سفر قصر، ولا على عبد وامرأة، ومن حضرها منهم أجزأته. وتسقط الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض والخوف (الشّرح الممتع: 5/7- 24).
4- الاغتسال يوم الجمعة من هدي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: «إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل» [متفق عليه].
5- التّطيب والتّسوك ولبس أحسن الثّياب من آداب المسلم في يوم الجمعة، فعن أبي أيوب قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يقول: «من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه ثم لم يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كانت كفارة لما بينهما» [رواه أبو داود 347 وحسنه الألباني]. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال: «غسل يوم الجمعة على كل محتلم. وسواك. ويمس من الطّيب ما قدر عليه» [رواه مسلم 846].
6- ويستحب التّبكير إلى صلاة الجمعة، وهذه سنّة كادت تموت، فرحم الله من أحياها. عن أبي هريرة عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول. فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذّكر. ومثل المهجر الّذي يهدي البدنة. ثم كالّذي يهدي بقرة. ثم كالّذي يهدي الكبش. ثم كالّذي يهدي الدّجاجة. ثم كالّذي يهدي البيضة» [رواه مسلم 850].
تنبيه:!
إخواني:
أين المتنافسون في الخيرات؟!
أين المبكرون إلى الصّلوات؟!
أين أصحاب الهمم والعزمات؟!
7- ويستحب أن يشتغل المسلم بالصّلاة والذّكر وقراءة القرآن حتى يخرج الإمام، وحديثا سلمان وأبي أيوب السّابقين يدلان على ذلك.
8- ويجب الإنصات للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت» [متفق عليه]. وعند أبي داوود: «ومن لغا وتخطى رقاب النّاس كانت له ظهرًا» [رواه أبو داود 347 وابن خزيمة 1810 وحسنه الألباني].
9- ويستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة لحديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النّور ما بين الجمعتين» [صححه الألباني 6470 في صحيح الجامع].
10- ولا يجوز السّفر في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها (زاد المعاد: 1/382).
11- ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام وليلته بقيام لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «لا تختصّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي. ولا تخصّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام. إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم» [رواه مسلم 1144].
12- والواجب على من أراد صيامه أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده لحديث أبي هريرة عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- أنّه قال:«لا يصومنّ أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده» [رواه البخاري 1985].
13- أما سنّة الجمعة فقد ورد أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- كان يصلّي بعد الجمعة ركعتين [متفق عليه]. وورد أنّه -صلّى الله عليه وسلم- أمر من كان مصلّيًا بعد الجمعة أن يصلّي أربعاً [رواه مسلم 881].
قال إسحاق: "إن صلى في المسجد يوم الجمعة صلى أربعًا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين". وقال أبو بكر الأثرم: "كل ذلك جائز" (الحدائق لابن الجوزي: 2/183).
14- وإذا دخل المسلم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس. لحديث جابر بن عبد الله قال: جاء سُليك الغطفاني يوم الجمعة، والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يخطب، فجلس، فقال النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاء أحدكم، يوم الجمعة، والإمام يخطب، فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما» [رواه مسلم 875].
15- ويستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة بسورتي: الجمعة والمنافقون، أو الأعلى والغاشية، فقد كان النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يقرأ بهنّ [رواه مسلم 878].
من أخطاءنا في الجمعة:
أ- أخطاء المصلين:
1- ترك بعض النّاس لصلاة الجمعة أو التّهاون بها، وقد قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم-: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات. أو ليختمن الله على قلوبهم. ثم ليكونن من الغافلين» [رواه مسلم 865].
2- عدم استحضار بعض النّاس للنّية في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة، والنّية شرط لصحة الجمعة وغيرها من العبادات، لقوله -صلّى الله عليه وسلم-: «إنّما الأعمال بالنّيات» [رواه البخاري 1].
3- السّهر ليلة الجمعة إلى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل مما يؤدي إلى النّوم عن صلاة الفجر، فيكون الإنسان بادئًا يوم الجمعة بكبيرةٍ من الكبائر، والنّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أفضل الصّلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة» [صححه الألباني 1566 في السّلسلة الصّحيحة].
4- التّهاون في حضور خطبة الجمعة، فيأتي بعضهم أثناء الخطبة، بل ويأتي بعضهم أثناء الصّلاة.
5- ترك غسل الجمعة والتّطيب والتّسوك ولبس أحسن الثّياب.
6- البيع والشّراء بعد آذان الجمعة والله -تعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9]. قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "يحرم البيع حينئذٍ".
7- التّعبد لله ببعض المعاصي في يوم الجمعة كمن اعتادوا حلق لحاهم كل جمعة ظنًّا منهم أن ذلك من كمال النّظافة.
8- جلوس بعض النّاس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصّفوف الأمامية، وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد.
9- إقامة الرّجل والجلوس مكانه. فعن جابر عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «لا يُقيمنَّ أحدكم أخاه يوم الجمعة. ثمّ ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه. ولكن يقول: افسحوا» [رواه مسلم 2178].
10- تخطي الرّقاب والتّفريق بين اثنين وإيذاء الجالسين والتّضييق عليهم. فقد قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- لرجلٍ تخطى رقاب النّاس يوم الجمعة وهو يخطب: «اجلس فقد آذيت وآنيت» [رواه ابن ماجه 923 وصححه الألباني].
11- رفع الصّوت بالحديث أو القراءة، فيشوش على المصلين أو التّالين لكتاب الله -تعالى-.
12- الخروج من المسجد بعد الآذان لغير عذرٍ.
13- الانشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.
14- صلاة ركعتين بين الخطبتين والمشروع بين الخطبتين هو الدّعاء والاستغفار لحين قيام الخطيب للخطبة الثّانية.
15- كثرة الحركة أثناء الصّلاة وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام والمرور بين يدي المصلين والتّدافع على الأبواب دون الإتيان بالأذكار المشروعة بعد الصّلاة.
ب- أخطاء الخطباء:
1- تطويل الخطبة وتقصير الصّلاة، فعن عمار قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يقول: «إن طول صلاة الرّجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه -أي علامة- فأطيلوا الصّلاة واقصروا الخطبة. وإن من البيان سحرًا» [رواه مسلم 869]. والضّابط في ذلك هو حاجة النّاس ومراعاة أحوالهم. فعن جابر بن سمرة قال: "كنت أصلي مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-، فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا" [مسلم 866]. قصداً: أي وسطاً بين الطّول والقصر.
2- عدم الإعداد الجيد للخطبة واختيار الموضوع المناسب، وبُعده عما يحتاجه النّاس.
3-كثرة الأخطاء اللغوية في الخطبة لدى بعض الخطباء.
4- استشهاد بعض الخطباء بالأحاديث الضّعيفة والموضوعة والأقوال المنكرة دون التّنبيه على ذلك.
5- اقتصار بعض الخطباء في الخطبة الثّانية على الدّعاء فقط واعتياد ذلك.
6- عدم الاستشهاد بشيء من القرآن أثناء الخطبة وهذا خلاف هدي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- فقد قالت بنت حارثة بن النعمان: "ما حفظت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إلا من فِيّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب بها كل جمعة" [رواه مسلم 873].
7- عدم تفاعل بعض الخطباء مع الخطبة، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش...» [رواه مسلم 867].
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خطيب الأنبياء والمرسلين أما بعد:
أخي المسلم: اختص الله -عزّ وجلّ- هذه الأمة بخصائص كثيرةٍ، وفضائل جليلةٍ، منها اختصاصه إيّاها بيوم الجمعة بعد أن أضلّ عنه اليهود والنّصارى، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «أضلّ الله عن الجمعة من كان قبلنا. فكان لليهود يوم السبت. وكان للنّصارى يوم الأحد. فجاء الله بنا. فهدانا الله ليوم الجمعة. فجعل الجمعة والسبت والأحد. وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدّنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق» [رواه مسلم 856].
يوم عبادة:
قال الحافظ ابن كثير: "إنما سُميت الجمعة جمعة لأنها مشتقة من الجَمْع، فإن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمساجد الكبار... وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته فقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] أي اقصدوا واعمدوا واهتموا في سيركم إليها، وليس المراد بالسعي هنا المشي السّريع.. فأمّا المشي السّريع إلى الصّلاة فقد نُهي عنه..، قال الحسن: "أما والله ما هو بالسّعي على الأقدام، ولقد نُهوا أن يأتوا الصّلاة إلا وعليهم السّكينة والوقار، ولكن بالقلوب والنّية والخشوع" (تفسير ابن كثير: 4/385- 386)، وقال ابن القيم: " فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشّهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان" (زاد المعاد: 1/398).
من فضائل يوم الجمعة:
1- أنّه خير الأيام. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم السّاعة إلا في يوم الجمعة» [رواه مسلم 854].
2- تضمنه لصلاة الجمعة الّتي هي من آكد فروض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين، ومن تركها تهاونًا ختم الله على قلبه كما في الحديث الصّحيح الّذي رواه مسلم.
3- أن فيه ساعةٌ يُستجاب فيها الدّعاء، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «"فيه ساعة. لا يوافقها عبد مسلم، وهو يصلّي، يسأل الله شيئًا، إلا أعطاه إياه". زاد قتيبة في روايته: وأشار بيده يُقَلَلها» [رواه البخاري 935 ومسلم 852].
قال ابن القيم بعد أن ذكر الاختلاف في تعيين هذه السّاعة: "وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتها الأحاديث الثّابتة:
الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصّلاة، لحديث ابن عمر أنّ النبّيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصّلاة» [رواه مسلم 853]. والقول الثّاني أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين" (زاد المعاد: 1/389-390).
4- أنّه يوم يتجلى الله -عزّ وجلّ- فيه لأوليائه المؤمنين في الجنّة، فعن أنس بن مالك في قوله -عزّ وجلّ-: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35]، قال: "يتجلى لهم في كلّ جمعةٍ".
5- أنّه يوم عيدٍ متكررٍ كلّ أسبوع، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل...» [رواه ابن ماجه 908 وحسنه الألباني].
6- أنّه يوم تُكفّر فيه السّيئات فعن سلمان قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «لا يغتسل رجلٌ يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهرٍ، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلّي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» [رواه البخاري 883].
7- أنّ للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنّة صيامها وقيامها لحديث أوس بن أوس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «من غَسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنّة أجر صيامها وقيامها» [رواه ابن ماجه 898 وأبو داود 345 وصححه الألباني].
الله أكبر كلّ خطوةٍ إلى الجمعة تعدل صيام سنّةٍ وقيامها؟.
فأين السّابقون إلى تلك الهبات، أين المتعرضون لتلك النّفحات {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].
8- أن جهنم تُسجّر -أي تُحمى- كلّ يوم من أيام الأسبوع إلا يوم الجمعة، وذلك تشريفاً لهذا اليوم العظيم. (انظر: زاد المعاد: 1/387).
9- أنّ الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة حيث يأمن المتوفى فيها من فتنة القبر، فعن ابن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمٍ يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر»[رواه التّرمذي 1074 وحسنه الألباني].
الجمعة أحكام وآداب
أخي المسلم: يجب على كل مسلم أن يعظّم هذا اليوم ويغتنم فضائله وذلك بالتّقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع القربات والعبادات، فإن للجمعة أحكامًا وآدابًا ينبغي أن يتحلى بها كلّ مسلمٍ.
قال ابن القيم: "وكان من هديه -صلّى الله عليه وسلم- تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة" (زاد المعاد: 1/375).
فانظر -يا أخي- كم جمعة مرت عليك مرور الكرام، دون أن تعيرها أدنى اهتمام، بل إن كثيرًا من الناس ينتظر هذا اليوم ليقوم بمعصية الله -عزّ وجلّ- فيه بأنواع المعاصي والمخالفات.
ومن تلك الأحكام والآداب:
1- يستحب أن يقرأ الأمام في فجر الجمعة بسورتي السّجدة والإنسان كاملتين، كما كان النّبي -صلّى الله عليه وسلم- يفعل، ولا يقتصر على بعضهما كما يفعل بعض الأئمة..
2- ويستحب أن يُكثر الإنسان في هذا اليوم من الصّلاة على النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم-، لحديث أوس بن أوس -رضي الله عنه-، عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «إنّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلق آدم وفيه قُبض وفيه النّفخة وفيه الصّعقة فأكثروا عليّ من الصّلاة فيه فإنّ صلاتكم معروضة عليّ» [رواه أبو داود 1047 والنّسائي 1373 وابن ماجه 896 وصححه الألباني].
3- صلاة الجمعة فرضٌ على كلّ ذكرٍ حرٍّ مكلفٍ مسلمٍ مستوطنٍ ببناء، فلا تجب الجمعة على مسافر سفر قصر، ولا على عبد وامرأة، ومن حضرها منهم أجزأته. وتسقط الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض والخوف (الشّرح الممتع: 5/7- 24).
4- الاغتسال يوم الجمعة من هدي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: «إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل» [متفق عليه].
5- التّطيب والتّسوك ولبس أحسن الثّياب من آداب المسلم في يوم الجمعة، فعن أبي أيوب قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يقول: «من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه ثم لم يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كانت كفارة لما بينهما» [رواه أبو داود 347 وحسنه الألباني]. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال: «غسل يوم الجمعة على كل محتلم. وسواك. ويمس من الطّيب ما قدر عليه» [رواه مسلم 846].
6- ويستحب التّبكير إلى صلاة الجمعة، وهذه سنّة كادت تموت، فرحم الله من أحياها. عن أبي هريرة عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول. فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذّكر. ومثل المهجر الّذي يهدي البدنة. ثم كالّذي يهدي بقرة. ثم كالّذي يهدي الكبش. ثم كالّذي يهدي الدّجاجة. ثم كالّذي يهدي البيضة» [رواه مسلم 850].
تنبيه:!
إخواني:
أين المتنافسون في الخيرات؟!
أين المبكرون إلى الصّلوات؟!
أين أصحاب الهمم والعزمات؟!
7- ويستحب أن يشتغل المسلم بالصّلاة والذّكر وقراءة القرآن حتى يخرج الإمام، وحديثا سلمان وأبي أيوب السّابقين يدلان على ذلك.
8- ويجب الإنصات للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت» [متفق عليه]. وعند أبي داوود: «ومن لغا وتخطى رقاب النّاس كانت له ظهرًا» [رواه أبو داود 347 وابن خزيمة 1810 وحسنه الألباني].
9- ويستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة لحديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النّور ما بين الجمعتين» [صححه الألباني 6470 في صحيح الجامع].
10- ولا يجوز السّفر في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها (زاد المعاد: 1/382).
11- ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام وليلته بقيام لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «لا تختصّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي. ولا تخصّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام. إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم» [رواه مسلم 1144].
12- والواجب على من أراد صيامه أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده لحديث أبي هريرة عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- أنّه قال:«لا يصومنّ أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده» [رواه البخاري 1985].
13- أما سنّة الجمعة فقد ورد أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- كان يصلّي بعد الجمعة ركعتين [متفق عليه]. وورد أنّه -صلّى الله عليه وسلم- أمر من كان مصلّيًا بعد الجمعة أن يصلّي أربعاً [رواه مسلم 881].
قال إسحاق: "إن صلى في المسجد يوم الجمعة صلى أربعًا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين". وقال أبو بكر الأثرم: "كل ذلك جائز" (الحدائق لابن الجوزي: 2/183).
14- وإذا دخل المسلم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس. لحديث جابر بن عبد الله قال: جاء سُليك الغطفاني يوم الجمعة، والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يخطب، فجلس، فقال النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاء أحدكم، يوم الجمعة، والإمام يخطب، فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما» [رواه مسلم 875].
15- ويستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة بسورتي: الجمعة والمنافقون، أو الأعلى والغاشية، فقد كان النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يقرأ بهنّ [رواه مسلم 878].
من أخطاءنا في الجمعة:
أ- أخطاء المصلين:
1- ترك بعض النّاس لصلاة الجمعة أو التّهاون بها، وقد قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم-: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات. أو ليختمن الله على قلوبهم. ثم ليكونن من الغافلين» [رواه مسلم 865].
2- عدم استحضار بعض النّاس للنّية في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة، والنّية شرط لصحة الجمعة وغيرها من العبادات، لقوله -صلّى الله عليه وسلم-: «إنّما الأعمال بالنّيات» [رواه البخاري 1].
3- السّهر ليلة الجمعة إلى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل مما يؤدي إلى النّوم عن صلاة الفجر، فيكون الإنسان بادئًا يوم الجمعة بكبيرةٍ من الكبائر، والنّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أفضل الصّلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة» [صححه الألباني 1566 في السّلسلة الصّحيحة].
4- التّهاون في حضور خطبة الجمعة، فيأتي بعضهم أثناء الخطبة، بل ويأتي بعضهم أثناء الصّلاة.
5- ترك غسل الجمعة والتّطيب والتّسوك ولبس أحسن الثّياب.
6- البيع والشّراء بعد آذان الجمعة والله -تعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9]. قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "يحرم البيع حينئذٍ".
7- التّعبد لله ببعض المعاصي في يوم الجمعة كمن اعتادوا حلق لحاهم كل جمعة ظنًّا منهم أن ذلك من كمال النّظافة.
8- جلوس بعض النّاس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصّفوف الأمامية، وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد.
9- إقامة الرّجل والجلوس مكانه. فعن جابر عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- قال: «لا يُقيمنَّ أحدكم أخاه يوم الجمعة. ثمّ ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه. ولكن يقول: افسحوا» [رواه مسلم 2178].
10- تخطي الرّقاب والتّفريق بين اثنين وإيذاء الجالسين والتّضييق عليهم. فقد قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- لرجلٍ تخطى رقاب النّاس يوم الجمعة وهو يخطب: «اجلس فقد آذيت وآنيت» [رواه ابن ماجه 923 وصححه الألباني].
11- رفع الصّوت بالحديث أو القراءة، فيشوش على المصلين أو التّالين لكتاب الله -تعالى-.
12- الخروج من المسجد بعد الآذان لغير عذرٍ.
13- الانشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.
14- صلاة ركعتين بين الخطبتين والمشروع بين الخطبتين هو الدّعاء والاستغفار لحين قيام الخطيب للخطبة الثّانية.
15- كثرة الحركة أثناء الصّلاة وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام والمرور بين يدي المصلين والتّدافع على الأبواب دون الإتيان بالأذكار المشروعة بعد الصّلاة.
ب- أخطاء الخطباء:
1- تطويل الخطبة وتقصير الصّلاة، فعن عمار قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يقول: «إن طول صلاة الرّجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه -أي علامة- فأطيلوا الصّلاة واقصروا الخطبة. وإن من البيان سحرًا» [رواه مسلم 869]. والضّابط في ذلك هو حاجة النّاس ومراعاة أحوالهم. فعن جابر بن سمرة قال: "كنت أصلي مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-، فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا" [مسلم 866]. قصداً: أي وسطاً بين الطّول والقصر.
2- عدم الإعداد الجيد للخطبة واختيار الموضوع المناسب، وبُعده عما يحتاجه النّاس.
3-كثرة الأخطاء اللغوية في الخطبة لدى بعض الخطباء.
4- استشهاد بعض الخطباء بالأحاديث الضّعيفة والموضوعة والأقوال المنكرة دون التّنبيه على ذلك.
5- اقتصار بعض الخطباء في الخطبة الثّانية على الدّعاء فقط واعتياد ذلك.
6- عدم الاستشهاد بشيء من القرآن أثناء الخطبة وهذا خلاف هدي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- فقد قالت بنت حارثة بن النعمان: "ما حفظت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إلا من فِيّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب بها كل جمعة" [رواه مسلم 873].
7- عدم تفاعل بعض الخطباء مع الخطبة، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش...» [رواه مسلم 867].
0 Comments:
Post a Comment