Saturday, 30 March 2013

مطوية كذبة إبريل

مطوية كذبة إبريل
Or
Or

ماهي قصة كذبة إبريل؟ وماهو حكمها ..؟؟ وماهو اضرارها..؟؟ ومايحدث أثنا الكذب من تغيرات فيزيولوجية على الإنسان ..؟
بسم الله... الحمد لله الذي أمر بالصدق ونهى عن الكذب في كل وقت وحين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الملقب بالصادق الأمين وعلى آله وصحبه، وكل من حذر من كذب إبريل المشين... وبعد:

كذبة إبريل.. نيسان

قال تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [العلق: 16].

- الإعجاز العلمي في الصدق والكذب في كتاب الله عز وجل..

- ما هي قصة كذبة إبريل..؟؟؟

- ما هو حكم الإسلام في الكذب.... وما هي أنواعه...؟؟

- ماذا يحدث أثناء الكذب من تغيرات فيزيولوجية على الإنسان...؟؟

وأخيراً.... تحذير من الكذب....


كذبة إبريل/ نيسان 


أيها الأحبة: عتاد كثير من النسا -وكذلك- كثير منا لصحف والمجلات على الكذب في الأول من إبريل/ نيسان، عن طريق إطلاق الشائعات والافتراءات، تحت ذريعة كذبة إبريل، لا يقصدون من وراء ذلك إلا الضحك والمزاح... ويطلق على من تنطلي عليه تلك الأكاذيب اسم (ضحية كذبة إبريل)....!!! 

ما هي قصة كذبة إبريل؟ 

هناك عدة روايات أشهرها: أن هذه العادة بدأت في فرنسا عام (1564م)، بعد تحويل رأس السنة -لديهم- من أول إبريل على أول يناير؛ إذ كان الشخص الذي يرفض هذا التقويم الجديد ويستمر على التقويم القديم، يعمد بعض الناس إلى الكذب عليه في الأول من إبريل (وبعد تصديقه لهم)، يصبح محط سخرية للآخرين...!!!، وهكذا تحول الأمر إلى تقليد سنوي لديهم...!!! 

ملاحظة هامة: لقد انتقل هذا التقليد القبيح إلى بعض المسلمين... إنا لله وإنا إليه راجعون. 

أيها الأخوة: كم جَرَّت هذه الكذبة من ويلات على: الإخوة... والأقارب... والأهل... والأحباب... وغيرهم...!!!، وكم عطلت على الناس من مصالح... وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية..!!!

1- منهم من أُخبر بطرده من وظيفته... أو بوقوع حريق في منزله... أو بحدوث تصادم في الطريق لأهله... فيصاب بشلل..!!، أو بجلطة...!!، أو ما شابهها من الأمراض..!!

2- ومنهم من تنقل له أخبار كاذبة عن زوجته..!!!، وأنها شوهدت مع رجل...!!!، فيسبب ذلك قتلها... أو تطليقها ..!!! 

3- ومنهم من أخبر بوفاة: ولده... أو والده... أو زوجته... أو بعض أحبابه... فلم يحتمل الصدمة ومات..!!!، وهكذا في قصص لا تنتهي... وحوادث لا تنقضي...!! 

حكم الإسلام في الكذب: 

الكذب أم الرذائل... وأصل الموبقات... وبوابة كل شر... ومورث الهلاك والدمار في الدنيا والآخرة... وهو حرام مهما حاول البعض تلطيف حقيقته الخبيثة.... فكثير من الناس يسمونه: مزاحاً.... أو مجاملة أو دبلوماسيةً... أو سياسةً.... أو حنكةً ودهاءً.... وغير ذلك من الأوصاف، وكلها أسماء لحقيقة محرمة واحدة. 

أيها الأحبة: جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق؛ فأمر بالفضائل ونهى عن الرذائل...

وما من شيء حاربه الإسلام وحذر منه بمقدار ما حذر من الكذب، وبين عواقبه في الدنيا والآخرة..

قال سبحانه: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار...» [رواه البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» [رواه البخاري]. 

الصادق الأمين:

ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أصدق الناس، بحيث لا يدعى بين قومه إلا (بالصادق الأمين)، ولهذا عندما سأل هرقل ملك الروم -أبا سفيان- (وكان ذلك قبل إسلامه رضي الله عنه)، عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟"، قال: "لا"، فقال هرقل: "فما كان ليدع الكذب على الناس، ويذهب فيكذب على الله".

وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه (وهو يروي قصة إسلامه)، قال: « ... فلما تبينت وجهه -أي النبي صلى الله عليه وسلم- عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب...» [صححه الألباني].

من دلائل النبوة: 

لو أن النبي صلى الله عليه وسلم جرب عليه الكذب، (وحاشاه من ذلك)، ولو مرة واحدة -فقط- في حياته، لما صدقه الناس ولو بعد خمسين سنة... أشهد أن لا غلا إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله... وكذلك الحال بالنسبة لكل من يكذب... فلن يصدق أبداً... فاحذروا.... فاحذروا.... فاحذروا...

من أنواع الكذب:

أولاً: الكذب على الله سبحانه:

وهو أشنع الكذب، كالعبادة لغير الله تعالى، أو الابتداع في دين الله سبحانه، أو الفتوى بغير علم، قال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].

ثانياً: الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام:

ويكون باختلاق الأحاديث عليه... قال صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [رواه البخاري].

ثالثاً: الكذب على عباد الله تعالى... وله أنواع... منها:

أولا: الكذب عند القاضي: قال صلى الله عليه وسلم: «"ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" -ثلاثاً-، قالوا: "بلى يا رسول الله"، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين (وجلس وكان متكئاً) فقال:.. "ألا وقول الزور، وشهادة الزور"، فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت» [رواه البخاري]. 

ثانياً: الكذب في المزاح: قال صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم (ضامن) ... وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً...» [حسنه الألباني].

ملاحظة: 

يجوز المزاح ولكن بشرط أن يكون المازح صادقاً، وهو الذي كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم قال صلى الله عليه وسلم: «إني لأمزح، ولا أقول إلا حقا» [صححه الألباني].

ومن صور مزاحه صلى الله عليه وسلم أنه قال لامرأة عجوز: «... "يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز"، وانزعجت المرأة وبكت ظنا منها أنها لن تدخل الجنة، فلما رأى ذلك منها بَيَّنَ لها غرضه أن العجوز لن تدخل الجنة عجوزا بل ينشئها الله خلقا آخر فتدخلها شابة بكرا...» [صححه الألباني]. 

ثالثا: الكذب من أجل إضحاك الناس: قال صلى الله عليه وسلم: «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب.. ويل له، ويل له» [حسنه الألباني]. 

رابعاً: الكذب في البيع والشراء: قال صلى الله عليه وسلم: «ومن غشنا فليس منا» [رواه مسلم].

خامسا: الكذب في الحلف أثناء البيع: قال صلى الله عليه وسلم: «"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم"، قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، قال أبو ذر: "خابوا وخسروا.. من هم يا رسول الله؟"، قال: "المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"» [رواه مسلم]. 

سادساً: كذب الرؤساء والملوك: قال صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم (قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم) ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر» [رواه مسلم]. 

سابعاً: الكذب على الأطفال: (وهذا ما يتساهل به كثير من الناس)، عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه قال: «دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: "ها تعال أعطيك"، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما أردت أن تعطيه؟"، قالت: "أعطيه تمرا"، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة"»[حسنه الألباني]. 

تحذير هام جداً:

يروي أن أحد الأشخاص طرق الباب على أحد معارفه، ففتح له صبي صغير، فسأله عن أبيه...؟، فقال الصبي: "مهلاً..."، ثم ذهب إليه أبيه وقال له: "إن أحد الأشخاص يريد مقابلتك"... فقال الأب لابنه: "أذهب إليه وقل له إن أبي غير موجود"....!!!، فذهب الصبي على الرجل وقال له: "إن أبي (يقول لك) أنه غير موجود".... ( وإنما قال الصبي ذلك، لأنه على الفطرة السليمة ولا يعرف الكذب)، وعندما علم الأب بذلك غضب منه...!!!، وقال لابنه: "فضحتني...!!!.. لماذا قلت له: (إن أبي ( يقول لك) أنه غير موجود ..!!، ولماذا لم تقل له مباشرة إن أبي غير موجود.!!!".

ولما جاء الرجل في المرة الثانية، يسأل عن أبيه ..؟، قال له الصبي مباشرة إن أبي غير موجود (مع أنه كان موجوداً....!!!)، وهنا تعلم الصبي الكذب... وهذا ما يحدث مع كثير من الناس.... فاحذروا أيها الآباء والأمهات وانتبهوا.... ولا تجنوا على أطفالكم ... فهم أمانة في أعناقكم ... وهذا ما نبهنا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه» [رواه البخاري]. 

ملاحظة:

لم يرخص لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام بالكذب إلا في حالات... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل الكذب إلا في ثلاث: كذب الرجل على امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب ، والكذب ليصلح بين الناس» [حسنه الألباني]. 

أثار الكذب:

للكذب آثار مدمرة على حياة الفرد والمجتمع، منها:

أولاً: آثار الكذب الاجتماعية: الصدق ضروري للحياة الاجتماعية، وبدونه لا يمكن أن يعيش الإنسان حياة هانئة مستقرة مريحة مع ، والديه... أو زوجته... أو أبنائه... أو جيرانه... أو أقربائه.. أو عماله وموظفيه... أو رؤسائه ومرؤوسيه... وغيرهم... فالصدق أساس الحياة: السعيدة... الطيبة... المباركة. 

ثانياً : آثار الكذب الاقتصادية: كما أن الصدق ضروري للحياة الاجتماعية فهو كذلك ضروري للحياة الاقتصادية، وبدونه لا يمكن للإنسان أن تاجر أو يشارك أو يقرض أو يمارس أي نشاط اقتصادي بشكل آمن. 

أيها الأحبة:

لقد فضحت الأزمة المالية الحالية -التي طحنت أموال الناس وأعصابهم- تلك الأكاذيب التي كانت تمارس من قبل بعض رؤساء مجالس الإدارات، أو المدراء، أو المحللين الاقتصاديين وغيرهم على الناس...!!؟؟، فأين تلك الشركات...؟؟؟، وأين تلك العقود...؟؟؟، وأين تلك الإرباح التي كان يعلن عنها...؟؟؟.. بل أكثر من ذلك اتضح أن أكثر من 35% من الشركات المدرجة في البورصة المحلية شركات وهمية كاذبة...!!!.. وكذلك الحال بالنسبة لبعض مناقصات الحكومة... أو مزادات الشركات... وغيرها.... كلها مؤامرات وعصابات (قائمة على الكذب)، اتفقت واجتمعت على سرقة أموال المسلمين...!!!، إنا لله وإنا إليه راجعون....

ثالثاً: آثارا لكذب الصحية: أثبت العلم الحديث، أن الإنسان عندما يكذب يستهلك دماغه طاقة أكبر مما يستهلكه في حالة الصدق...!!! (لأن الكذب عملية معقدة فيها: التصور... والتخيل.... والاختراع... والتركيب.... والتأليف... إلخ)، وهذا بدوره يؤثر -سلباً- على الذاكرة والقلب وضغط الدم وغيره...!!!

وأخيراً... إليكم -أيها الأحبة -:

بعض المعجزات القرآنية التي توصل إليها العلم الحديث حول (الكذب):

أولاً: قال تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ} [محمد: 30]؛ أي أن الله تعالى لو شاء لجعل نبيه صلى الله عليه وسللم يعرف كذب هؤلاء المنافقين الكاذبين من خلال علاماتهم الخاصة التي يتميزون بها (سيماهم)، والسمة -عادة ما- تظهر على الوجه، أي أن هذه الآية تؤكد أنه يمكن كشف الكذب من خلال تقاسيم وجه الكذاب، وهو ما توصل إليه العلماء في عصرنا الحاضر من خلال أبحاثهم...!!!؟.... ألله أكبر... 

ثانيا: يقول تعالى عنهم في تتمة الآية السابقة: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30]؛ ففي هذا الجزء من الآية إشارة واضحة –أيضاً- على معرفة أو إمكان كشف الكذب من خلال الصوت (لحن القول)، واللحن هو التغير الطفيف في الصوت أثناء الكلام، ولذلك فإن الآية أشارت إلى طريقة كشف الكذب من خلال الصوت...!!!

وهذا ما توصل إليه العلم مؤخراً... سبحان الله.... 

ثالثاً: أثبت العلماء حديثاً باستخدام -الأجهزة المتطورة- أن المنطقة الأمامية من الدماغ، أي مقدمة رأس الإنسان ، هي المسؤولة عن الكذب، (وهي ما نُسمية في اللغة العربية بالناصية)، وهذا ما أشار إله القرآن الكريم في قوله تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}[العلق: 16].

حقا إنه كلام الله تعالى....


وختاماً.... أخي الحبيب:

نظراً لكل ما سبق، أحذر الكذب لأجل: صحتك... وأسرتك... وسمعتك... ومالك... وحياتك.... وآخرتك.... 

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].

نسأل الله تعالى، أن يجعلنا وإياكم وجميع المسلمين من الصادقين.... إنه ولي ذلك والقادر عليه....

ألا هل بلغت... اللهم فاشهد....

وجزاكم الله خيراً..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مركز وذكر



0 Comments:

Post a Comment